14‏/05‏/2012

أسماء الصحفيين المشاركين فى مؤتمر أوسلوا للتطبيع


اثار فضولى معرفة اسماء الصحفيين وبعد التحري -بعد عدة اتصالات وبحث مضني في الانترنت وأثناء التفتيش الالكتروني والتلفوني عثرنا على الخيط الذي أوصلنا الى هدفنا، فقد عثرنا على ندوة تقام في أوسلو ببيت الكلمة الحرة النرويجية وهي ندوة عن المرأة في الصحافة وبالذات في الأماكن الساخنة . أقيمت الندوة بالفعل يوم الرابع من الشهر الجاري في مبنى منظمة الكلمة الحرة النرويجية التي ترعى الندوة، والتي منحت قبل فترة بسيطة السورية المنشقة - نرويجية الجنسية الآن، ، الفيمينيستية والمتصهينة سارة عزمي راسمونسن جائزة الكلمة الحرة على كتابها الأخير. في تلك الندوة وجدنا أسماء مثل غري لارسن مدير عام وزارة الخارجية النرويجية، الرئيسة السابقة لمنظمة الشبيبة العمالية النرويجية ، وتعتبر من أصدقاء فلسطين في النرويج وكان الصهاينة في الانتفاضة الثانية وقبل أن تصبح وزيرة أعادوها أكثر من مرة من المطار والحدود ومنعوها من دخول فلسطين المحتلة بتهمة مناصرة الفلسطينيين ومعاداة الكيان الصهيوني. كذلك وجدنا أسماء أخرى منها مراسلة التلفزيون النرويجي في فلسطين المحتلة سيسيل وورد ، والإعلامية الاذربيجيانية المشهورة خديجة اسماعيلوفا، والصحفية الفلسطينية تغريد الخضري مراسلة صحيفة أمريكية في غزة والتي ألقت كلمة شخصيا اعتبرها سيئة وغير لائقة بصحفي فلسطيني يعمل تحت الاحتلال وفي منطقة محاصرة منذ سنوات. لم اسمع السيدة تغريد الخضري تتحدث عن الاحتلال كان همها التحدث عن حماس والحجاب والمرأة والرجل.. لأننا نعلم بكيفية سير مثل هذه اللقاءات والندوات نتيجة الخبرة في مجال العمل النقابي والإعلامي والتضامني هنا في النرويج ، قلنا ليس لنا إذا أردنا أن نعرف المزيد عن الوفد الصحافي الفلسطيني إلا الذهاب الى هذه الندوة حيث تغريد الخضري واسماعيلوفا وسيسل وغري ، إذ لا بد أن تكون هناك صلة بين الندوة و اللقاءات الأخرى. على الأقل وبحسب معرفتنا بطرق عمل النرويجيين لا بد ان يشارك الضيوف في هذه الندوة. وبالفعل هذا هو الذي حدث ، فلو لعبنا في اليانصيب لكنا ربحنا الجائزة الأولى.فعندما وصلنا الى دار الكلمة الحرة كان لقاء الصحافيين الفلسطينيين والصهاينة والآخرين من الدول الأخرى قد انتهى. لكن هؤلاء حضروا لمشاهدة هذه الندوة. وهكذا عرفناهم وتعرفنا عليهم واكتشفنا أن بعضهم معروف لنا شخصيا منذ عدة سنوات . لكننا لم نكن نتوقع أن نجده مشاركا في مثل هذه اللقاءات التي تضم صهاينة . . عرفت بعض المشاركين الفلسطينيين من صورهم التي كنت أراها ومازلت في المواقع ووسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية المختلفة. وعرفت أن من بينهم ثلاثة من الشخصيات الصحافية والإعلامية المعروفة في الضفة الغربية ،اثنان صحافيان مخضرمان لأحدهما شهرة عالمية، والثالث صاحب تلفزيون محلي في بيت لحم. أما بقية الوفد فكانت غالبيتها من الصحافيين والصحافيات الشباب. وأنا اعرف انه من عادة المؤسسات النرويجية تقسيم الوفود بالتساوي ( فيفتي ، فيفتي ) ، يعني 50% رجال و 50% نساء. وهذا شيء جميل بالتأكيد. إذ كانوا خمسة من الذكور ومثلهم من الإناث. قد يسأل سائل لماذا لا اذكر أسماءهم فأجيبه بأن بعضهم طلبوا مني عدم نشر الأسماء لان في ذلك تهديد لوظائفهم ولقمة عيش أطفالهم ووعدتهم أن لا أفعل ذلك هذه المرة فقط لا غير. وبعضهم الآخر لم أتعرف عليهم ولم اجلس معهم ولذلك لا أعرف أسماءهم الكاملة. مع أن من ضمنهم من يعمل في مراتب متقدمة بوزارات تابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. طبعا هم تفاجئوا بوجودي وجلوسي بالقرب منهم في الندوة المذكورة .. وتفاجئوا أكثر عندما علموا بمعرفتي بلقاءاتهم وقلت لهم مباشرة أنني هنا أتعقبهم وأبحث عن معلومات عن لقاءاتهم لكي أعرف ويعرف غيري من الفلسطينيين وأصدقائنا النرويجيين ماذا تفعلون انتم هنا؟ وأبلغتهم أن هناك بيانات وتصريحات ضدهم واتهام لهم بالتطبيع مع الصهاينة. كما عرفت أنهم علموا بما نشرته وكالة معاً وكانوا منزعجين جدا من ذلك واتهموا من يقف وراء التصريحات وناشرها بالتعامل والتطبيع مع الصهاينة سرا وعكس ما يقول علنا ، وبالانتقام الشخصي من أحد أعضاء الوفد تحديدا. عندما سألناهم عن سر وجودهم في مؤتمر تطبيعي بأوسلو.. كان الجواب انه ليس تطبيعا بل لقاء يستغل من قبلهم وبحسب زعمهم لإيصال موقف الصحافيين الفلسطينيين للصهاينة وللعالم. ولشرح معاناة الشعب الفلسطيني والصحافيين الفلسطينيين والعمل في ظل الاحتلال أحدهم قال لي : " أنه كان في فيينا للمشاركة في الاجتماع السنوي للمعهد الدولي للصحافة، وهناك عرضت في الاجتماع رزمة المشاريع التي أجراها المعهد وبضمنها تمويل سلسلة لقاءات بين نقابة الصحافيين الفلسطينيين ونقابة الصحافيين (الإسرائيليين). لكن النقابة ترفض ذلك وهذا ما اكد عليه نقيبها في تصريحات لوكالة معا حين أكد في هذا الاطار قبل أسبوع : أن دولا هدّدت بوقف تعاملها مع النقابة فيما راحت دول أخرى تهدد بوقف الدعم للصحافيين الفلسطينيين، كما أن دولا أخرى هددت بإعادة النظر في دعم القطاع الصحافي الفلسطيني كله في حال صدر بيان من النقابة يشمل أسماء الصحافيين الفلسطينيين المشاركين في مؤتمر النرويج المنعقد حاليا في اوسلو بين صحافيين فلسطينيين و"اسرائيليين".". هذا الكلام لا يعيب النقابة بل يشرفها ونأمل أن تتمسك به وأن تقاوم التهديدات والضغوطات الموجهة ضدها وتقف ضد التطبيع و تمنعه بكل الوسائل؟ كما آمل من الصحافيين الفلسطينيين الذين كانوا في أوسلو وهم عشرة أشخاص ان يتحلوا بالشجاعة ويقولوا لشعب فلسطين لماذا التقوا بالصهاينة. فإذا لم يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم خلال فترة قريبة نحن سوف نفعل ذلك . احد المشاركين في لقاء أوسلو قال لي : كان موضوع هذه اللقاءات هو العمل المشترك لتسهيل عمل الصحافيين الفلسطينيين. المفاجأة ان النقابة وقادتها الذين يقفون وراء هذه المشاريع هم الذين يهاجمون لقاء أوسلو". لكن أحد قادة النقابة أكد لوكالة معاً قبل أسبوع : "موقفنا من التطبيع واضح ولن يتغير وإن مارسوا علينا كل هذه الضغوط". الصحافي النرويجي شيتيل هانيس منسق لقاء أوسلو الذي زار فلسطين المحتلة عدة مرات أكد أن ما جرى في أوسلو هو ترجمة لتوصيات النقابة الدولية في فيينا. وأضاف أن السفير الفلسطيني في النمسا كان حاضرا في اللقاء في حزيران - يونيو الفائت وأيد مثل هذه اللقاءات والعمل المشترك. وأبدى شيتيل انزعاجه من موقف النقابة الفلسطينية وأعتبر أن مثل هذه اللقاءات مهمة للجانبين. وعندما سألناه عن اللقاء بين الصحافيين الفلسطينيين و "الإسرائيليين" في أوسلو أكد حدوث هذه اللقاءات في دار الثقافة النرويجية وخلف أبواب مغلقة وبدون أية إعلانات أو أي جمهور. وقال لا استطيع الكشف عن أسماء الوفد الفلسطيني . بصراحة هذه الأشياء الغريبة مثل التأكيد على عدم كشف أو نشر الأسماء الفلسطينية ، وعدم وجود أي خبر أو معلومة أو تفصيل صغير عن هذا اللقاء ، وارتباك موظفة وزارة الخارجية النرويجية حين فاجأها صحفي عربي عبر الهاتف بالسؤال عن هذا اللقاء، فأكدت أنها لا تعرف أي شيء عنه. تثير الشكوك والشبهات، فالموظفة ارتبكت وحاولت الاستفسار من الصحفي عن مصدر خبره ومعلوماته فأجابها مصادر خاصة. مع العلم أن الذي مول اللقاء بين الفلسطينيين و " الإسرائيليين" والآخرين في أوسلو ، الحكومة النرويجية وغير مستبعد أن تكون نفس وزارة الخارجية ، بالإضافة لمنظمة اليونسكو النرويجية ، ولا ندري إن كانت هناك جهات أخرى داعمة لأن تكاليف مثل هذه اللقاءات عادة تكون باهظة وكبيرة جدا ولا يمكن ان تتحملها إلا الحكومات والمنظمات الضخمة. فإذا كان هناك 10 فلسطينيين يعني هناك بالمقابل عشرة "إسرائيليين" وعشرة روس والخ. تصوروا كم ستكون تكلفة سفر وإقامة هؤلاء بعض المشاركين الفلسطينيين ومن خلال الحديث معهم عن اللقاء ومشاركتهم به رفضوا اعتبار ذلك تطبيعا وأكدوا أنه ممارسة لحرية العمل الصحافي بغض النظر عن مشاركة صهاينة،معللين ذلك بوجود صحافيين من دول عالمية أخرى. وواحدة من المشاركات في اللقاء قالت في معرض جوابها : " هناك فرق شاسع بين لقاء ثنائي بين (اسرائيليين) وفلسطينيين وبين مؤتمر دولي يضم العديد من الجنسيات بمناسبة اليوم العالمي للصحافة . وكان الهدف من توجهنا إلى اوسلو المشاركة في مؤتمر يضم جميع الجنسيات وليس (اسرائيليين) على وجه الخصوص، ولكن المسألة ولأهداف شخصية تحولت إلى فرصة للانتقام من أشخاص تواجدوا معنا في المؤتمر ولنكن اكثر وضوحاً أحد رؤساء التحرير في شبكة اخبارية واسعة الانتشار في فلسطين سرق مقالاً ونشره بإسمه وتم نشر هذه الفضيحة من قبل أشخاص تواجدوا معنا في أوسلو، وكانت هذه فرصته الوحيدة للانتقام منهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المؤتمر أكرر مرة أخرى مؤتمر متعدد الجنسيات، هذا كل ما في الامر". أتفهم وجهة نظر الإعلامية الشابة ولا أقبلها لأن مجرد الجلوس في لقاء واحد مع الصهاينة حتى ولو بحضور وفود من دول أخرى أو بدونها يدخل ضمن دائرة التطبيع وهذا هدف طالما سعت وتسعى إليه النرويج والدول الأوروبية المانحة منذ بدأت عملية سلام أوسلو مرورا بعشرين سنة مفاوضات عبثية أضاعت الأرض والوقت ودمرت القضية. فالنرويج على صعيد المثال تدأب على دعوة وفود فلسطينية مختلفة ومنوعة من طلاب وعمال وكتاب وصحافيين ومثقفين وأساتذة جامعات ونقابيين ومنظمات المرأة ومؤسسات مجتمع مدني وكذلك سياسيين للقاءات مشتركة وندوات ومؤتمرات ، وفي كثير من الأحيان يحاولون إسكان هؤلاء وبالذات الشبيبة والطلبة في غرف مشتركة مثلما كان يحصل في المدرسة الصيفية التي تقيمها جامعة أوسلو صيف كل عام. بعض الفلسطينيين كانوا يرفضون ذلك وبعضهم كان يقبل به واعرف ويعرف بعض الفلسطينيين في النرويج بعض الأشخاص ممن واجهتهم هذه المشكلة. أحدهم وهو من نشطاء حركة فتح تم وضعه في غرفة واحدة مع عقيد في الجيش الصهيوني. وأخرى أصبحت الآن في السلك الدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية بمرتبة سفير في أوروبا سكنت مع فتاة صهيونية بنفس الغرفة أيضا. وتحرص النرويج أي الحكومة على تمويل مثل هذه اللقاءات حتى انه في الفترة الأخيرة منذ عدة سنين أصبحنا نرى أن نشاطات لجان التضامن الممولة من الدولة صار يشارك فيها بشكل دائم تقريبا صهاينة من حركة السلام الآن و "إسرائيليين" ويهود ضد الاحتلال والجدار والمستوطنات والخدمة العسكرية ، الخ .طبعا هناك من هؤلاء من هم أصحاب مواقف جيدة لا بل ممتازة مثل ألان بابيه .. ، لكن المقلق أنها تكاد تصبح ظاهرة. أحد المشاركين في لقاء أوسلو من الطرف الفلسطيني قال : نحن تحت احتلال، والاحتلال يتداخل في كل شأن من شؤون حياتنا. نحن نستورد 97 من احتياجاتنا من "إسرائيل"، ونصدر الى "إسرائيل" معظم ما ننتج...ولك ان تتصور عملية التصدير والاستيراد لوحدها كم تكون فيها علاقات بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين". وأضاف: والإعلام أيضا في صلب المسألة ، الإعلام هو المكون الرئيسي للرأي العام في "إسرائيل"،"الإسرائيليون" لا يستقبلون أي أعلام آخر سوى الإعلام العبري، ولا أعلام آخر ينطق بالعبرية سوى الإعلام "الإسرائيلي"، وأنا شخصيا لا اترك مناسبة للحديث الى الصحافيين "الإسرائيليين" الا واغتنمها.. شكرا لزميلى/ نضال حمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق