
اعتقل الصحافي السوداني السيد فيصل محمد صالح و أُوقف يوم الثامن من أيار 2012، فيما تعاني المحامية السودانية السيدة نجلاء محمد من المضايقات المستمرة والترهيب منذ الحادي و العشرين من نيسان 2012.
في الثامن من أيار 2012، اعتُقل الصحافي السوداني البارز السيد فيصل محمد صالح من منزله في الخرطوم من قبل أفراد في المخابرات الوطنية و مصلحة الأمن. و فيصل محمد صالح مدير صحيفة طيبة وكاتب عمود في جريدة الأخبار. و موضع احتجازه غير معلوم.
منذ الحادي و العشرين من نيسان 2012، تعرضت السيدة نجلاء محمد، المحامية و المدافعة السودانية البارزة عن حقوق الإنسان؛ إلى الاستدعاء والتحقيق و إساءة المعاملة من قبل جهاز المخابرات، واضطرت إلى المثول مرات عدة في مكاتب الجهاز. و نجلاء محمد مديرة منظمة الشرق لحقوق الإنسان و التنمية، و حضرت ملتقى دبلن الذي نظمته فرونت لاين ديفندرز في أيلول 2011.
قبل وقت قصير من اعتقاله، أخبر فيصل محمد صالح فرونت لاين ديفندرز "أمس كان اليوم الحادي عشر من المثول اليومي لدى مكتب الأمن. و في نهاية اليوم، قلت لهم إنني لن أجيء يوم الثلاثاء، و أنهم إذا كانوا يريدونني فيجب أن يأتوا و يعتقلوني. إنني أنتظر الآن في بيتي".
منذ السابع و العشرين من نيسان 2012، كان فيصل محمد صالح مضطراً للمثول لدى مكاتب جهاز الأمن في الخرطوم حيث تم استجوابه و توقيفه من الصباح وحتى ساعات المساء الأولى. وكان آخر يوم من الاستدعاء التعسفي و الاحتجاز اليومي هو السابع من أيار 2012، عندما احتجز من الصباح و حتى الرابعة من بعد الظهر. و عندما طُلب منه أن يغادر و يرجع في اليوم التالي، رفض فيصل محمد صالح، مشيرا إلى أنه أُخبر بأن استدعاءه سيستمر عشرة أيام، و ها هو يُستدعى ليوم إضافي.
في الخامس و العشرين من نيسان 2012، بدأت الاستدعاءات التعسفية لفيصل محمد صالح، عندما تمّ احتجازه و استجوابه من الثامنة مساءً و حتى منتصف الليل فيما يتعلق بتصريحات بثت على قناة الجزيرة الفضائية يوم التاسع عشر من نيسان 2012 تعليقاً على الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوداني حول النزاع في هجليج. وقيل له إنه غير مخول للإدلاء بمثل هذه التعليقات في العلن، و أن عليه بحث أي من بواعث القلق لديه مع السلطات و من خلال القنوات الرسمية. خلال الأيام العشرة التالية، كان على فيصل محمد صالح أن يمثل لدى مكاتب جهاز المخابرات حيث كان يُحتجز من الصباح وحتى الخامسة مساءً دون استجواب.
وسبق أن واجه فيصل محمد صالح المضايقة القضائية. فقد تم منعه من حضور ورشة عمل تدريبية عقدت في تنزانيا بين الثلاثين من نيسان و الثالث من أيار 2012. و في عام 2011، تعرض إلى مضايقات قضائية نتيجة لجهوده الرامية إلى إلقاء الضوء على الانتهاكات التي ارتكبت بحق السيدة الناشطة صفية اسحق محمد، التي تعرضت للاغتصاب أثناء احتجازها لدى جهاز المخابرات.
و استهدفت المحامية و المدافعة عن حقوق الإنسان نجلاء محمد بالمضايقات المستمرة والترهيب من قبل جهاز المخابرات منذ الحادي و العشرين من نيسان 2012. وكان آخر ما لاقته استدعاؤها مؤخرا في الثامن من أيار 2012، عندما طلب منها أن تمثل لدى مكاتب جهاز المخابرات في مدينة بور سودان حيث تعيش وتعمل. و كانت قد اعتقلت للمرة الأولى في منزلها يوم الحادي و العشرين من نيسان 2012، من قبل أربعة عشر من رجال الأمن التابعين لجهاز المخابرات، و كان بعضهم مسلحين بأنابيب قياسها نحو مئة و أربعين سنتيمترا. و اقتيدت نجلاء محمد من قبل ضباط الأمن إلى مكاتب جهاز المخابرات. و أُخذت عند وصولها إلى مكان مظلم مليء بالحشرات والذباب، و تم تهديدها بالضرب. ودعاها ضباط الأمن بالحشرة و كالوا الشتائم لها.
بعد ساعتين، نقلت نجلاء محمد إلى غرفة أخرى حيث تم استجوابها من قبل اثنين من ضباط الشرطة في قضايا متعلقة بحياتها الخاصة و عائلتها وعملها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. و في هذه الأثناء تعرضت إلى الشتائم التي وصفتها بأنها "خائنة" و "كافرة". واستمر الاستجواب حتى الساعة العاشرة ليلاً، ثم أُخذت إلى منزلها. و في الطريق إلى البيت، قال لها الضباط إنها كانت تحت المراقبة المستمرة، وأنهم يعرفون عنها الكثير من المعلومات التي يمكن أن تستخدم لتشويه سمعتها.
و أُمرت نجلاء محمد بالمثول لدى مكاتب جهاز المخابرات في اليوم التالي في العاشرة صباحاً. و تم استجوابها مرة أخرى، مع التركيز هذه المرة على علاقاتها مع الأحزاب السياسية بما فيها الحزب الشيوعي السوداني، و الحركة الشعبية لتحرير السودان. انتهى التحقيق في الواحدة ظهراً، و طُلب منها العودة إلى المنزل. بعد ذلك بوقت قصير، تم الاتصال هاتفياً بنجلاء محمد وأمرت بالعودة إلى مكاتب جهاز المخابرات. لدى وصولها، اقتيدت إلى مكتب المدير الذي هدد باعتقالها نتيجة لأنشطتها. و احتجزت في غرفة حتى السادسة مساءً. ثم أُطلق سراحها، وأمرت بالعودة في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي. وقالت نجلاء محمد للمسؤولين أنها لا يمكن أن تأتي في ذلك اليوم نظرا لانعقاد جلسة محكمة عليها أن تحضرها بصفتها محامية.
في الرابع و العشرين من نيسان 2012، حضرت نجلاء محمد إلى مكاتب جهاز المخابرات، حيث احتجزت في غرفة منعزلة لمدة اثنتي عشرة ساعة دون تمكينها من استخدام دورة المياه، و عندما قالت للضباط إنها في حاجة لاستخدام دورة المياه، أخذوها إلى دورة المياه المخصصة للرجال. ثم أطلق سراحها، وأمرت بالقدوم مرة أخرى في اليوم التالي. وعندما احتجت قيل لها إن الغرض من هذه التدابير هو ردعها عن المشاركة في أنشطة ضد الحكومة. وعندما عادت مجدداً خلال الأيام التالية، احتُجزت نجلاء محمد في نفس الغرفة حتى المساء. و نتيجة للظروف السيئة خلال توقيفها، فقد أصابها المرض، و نقلت إلى المستشفى، حيث تم تشخيص إصابتها بانهيار عصبي.
تعرب فرونت لاين ديفندرز عن قلقها البالغ بشأن السلامة الجسدية و العقلية لكل من فيصل محمد صالح و نجلاء محمد. و تعرب فرونت لاين ديفندرز عن قلقها إزاء اعتقال فيصل محمد صالح تعسفياً و احتجازه، و كذلك بشأن مضايقة نجلاء محمد و إرهابها، و تعتقد أن هذه الإجراءات إنما هي نتيجةٌ لعملهما المشروع و السلمي في الدفاع عن حقوق الإنسان في السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق